/ / إس إم إس إلى أنصار الله .. محمد عايش

إس إم إس إلى أنصار الله .. محمد عايش

محمد عايش
إس إم إس إلى "أنصار الله" (١):
لو كان القمع يعود بأية فائدة، لكان صالح ومحسن يحتفلان سنويا حتى اللحظة بذكرى القضاء على "فتنة الصريع حسين الحوثي" كما كانا يسميانه.



ولو كان البطش بالمعارضين يجدي؛ لما كان قد تبقى منكم، بعد العام ٢٠٠٤، غير صفحة في مقرر "الوطنية" للصفوف المتوسطة وبعنوان "فتنة الحوثي".
ولو كان لأدوات البطش أية جدوى؛ لما كان صالح الصماد، الذي سوّى الطيران الحربي منزل عائلته في صعدة، بالأرض؛ يداوم الآن يوميا في دار الرئاسة.. بصنعاء.
..
إس ام إس إلى "أنصار الله" (٢):
لقد قفزتم إلى الشراكة في "الدولة" و "السلطة" قبل أن تبنوا أية شراكة مع "المجتمع".
وذلك أحد أخطر وجوه المشكلة، فأنتم، حتى لو كانت نواياكم غاية في النبل والوطنية، إلا أنكم تمثلون مجتمعكم "المحلي" فقط، بمعنى لستم تيارا بامتدادات "وطنية"، وذلك ليس معيباً، المعيب أن لاتعترفوا بذلك لتبنوا عليه سياسات وجملة أداءات تتجاوزون بها الحساسية التي يفرضها، قسرا، مربع المنطقة والمذهب.
- إن حزب الله يعترف أنه يمثل لونا واحدا من ألوان المجتمع اللبناني، ولذلك يتصرف في بحثه عن الشراكة الداخلية انطلاقا من هذه الحقيقة فلايأخذ أكثر مما هو حق للناس الذين يمثلهم، لكنه إذ يفعل ذلك يحاول تجاوز شروط الواقع الطائفي واختراقه بحزمة تحالفات تتجاوز به وبحلفائه مغبة الإبقاء على الخنادق الدينية والمذهبية كقضاء وقدر في جسد المجتمع الواحد، وثانيا لتكتسب مطالبه الكبرى شرعية شعبية أكبر بدلا من أن تكون سببا لمزيد من الانقسامات.
- إنكم للآن ليس لديكم: ميشال عون ولا إميل لحود ولا ميقاتي ولاسليم الحص ولافتحي يكن ولا طلال أرسلان ولا وئام وهاب ولا (أحيانا) وليد جنبلاط، بل ولا حتى نبيه بري..
وكل من لديكم هم فقط: صادق أبو شوارب وعبد الواحد أبو راس وفارس الحباري وبسام الأحمر وابو نشطان وضيف الله رسام... وهؤلاء جميعا وطنيون ومحترمون لكنهم لايمثلون إلا المجتمع نفسه الذي تمثلونه أي مجتمع القبائل.!!
- كون القبيلة باتت حليفة لكم فإن ذلك لا يعني أنكم صرتم "الشعب" ولو اعتمدتم على فكرة "القبيلة" وحدها لكنتم بذلك (وهذا ما تبدون عليه الآن أمام بقية المواطنين) مجرد امتداد لنظام "صالح+ محسن"؛ اللهم مع فارق أنكم استبدلتم مشائخ صالح ومحسن بإخوتهم أو بأبناء عمومتهم.
- لم تصنعوا أي اختراق داخل الجسد الوطني، ولم تبنوا أي تحالف مع أية قوة سياسية كبيرة أو صغيرة، حتى جبهة إنقاذ الثورة وأحمد سيف حاشد لم تبذلوا جهدا للحفاظ عليهما..
بل وأرسلتم إلى تعز صادق أبو شوارب وكان بإمكانكم التعامل مع سلطان السامعي الذي يلح في التباهي بتحالفه معكم دون أن تعيروه اهتماما. (أحدكم قال لي إنكم متحفظون تجاه السامعي لأنه حليف إيران!!! على أساس أنكم حلفاء أذربيجان مثلا؟!)
- لا تحالفات وطنية لكم؛ معناه أنكم حين تدعون إلى الشراكة فإنكم تدعون فقط إلى ضمان حصة القبيلة "الزيدية" في الحكم، أو هكذا يفهم المواطن في تعز.
خذوها من قبيلي مثلكم يحاول الإجابة على سؤال: لماذا يعتبر معظم اليمنيين مطلب الشراكة المحق من قبلكم مجرد وسيلة لتأكيد النفوذ التاريخي للقبيلة على الدولة اليمنية ولذلك تتعالى الأصوات المناطقية من الطرف الآخر؟!!


- منشورات على صفحة الكاتب في فيس بوك
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق